تحيات اداره المنتدي
كيف فض سيدنا على بن ابى طالب اعتصام حروراء
(حروراء):
منطقة خارج الكوفة اعتصم فيها ما يقرب من عشرين ألفا حافظا لكتاب الله تعالى وسموا في ذلك الوقت (القراء) وكانوا من الزهاد والعباد.
سبب الاعتصام:
هو أن سيدنا علي بن أبي طالب لم يطبق الشرع الشريف وحكم الرجال في قضية قتاله مع جيش الشام ولم يحكم كتاب الله، وكانت النتيجة أنهم كفروا عليا ومن معه بل غالوا بأن من معهم فهو المسلم ومن يعارضهم فهو الكافر..
وساطات لحل الأزمة وفض الاعتصام.
كانت هناك وساطات لحل الأزمة التي ستعصف بالمجتمع المسلم، ولكن أصر اعتصام حروراء على رأيهم ووضعوا حلا لفض اعتصامهم والاندماج مرة أخرى في المجتمع المسلم وهو حل غريب وعجيب والحل هو (أن يشهد علي بن أبي طالب على نفسه بالكفر ثم يعلن إسلامه) فبلغ سيدنا علي بما قاله المعتصمون في حروراء، فقال ماكفرت منذ أسلمت.
وساطات أخرى:
ذهب إليكم سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فناظرهم في مناظرة شهيرة فرجع منهم ما يقارب الألفان.
تطور الاعتصام من اعتصام سلمي إلى اعتصام دموي:
لقد ترك سيدنا علي أهل حروراء وشأنهم وقل لكم علينا ألا نمنعكم من مساجدنا ولا من الفيء، ونهي أصحابه عن قتالهم إلا إن أحدثوا حدثا.
لكن فكرا بني على تكفير المسلمين، وسفك دماء المخالف لن يكون سلميا، فتطور الأمر حتى مر عليهم سيدنا عبد الله بن خباب بن الأرت، ومعه امرأته، فقالوا: من أنت؟ فانتسب لهم، فسألوه عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فأثنى عليهم كلهم، فذبحوه وقتلوا امرأته، وكانت حبلى، فبقروا بطنها، وكان من سادات أبناء الصحابة.
وهنا أمر سيدنا القائد الأعلى للجيش أمير المؤمنين علي برفع الحالة القصوى في الجيش، والتجهز لفض هذا الاعتصام بالقوة وقتال هؤلاء المارقون.
ومن العجيب أن معظم الجنود والقادة في جيش سيدنا علي خافوا أن يقتلوا هؤلاء لما رأوا من شدة عبادتهم، ومن فرط زهدهم، ومن كثرة تلاوتهم لكتاب الله تعالى، وكثرة صلاتهم وقيامهم لليل، حتى صارت ركبهم كثفنات الجمل من الركوع والسجود.
لكن سيدنا علي بن أبي طالب الذي أخبره الرسول الكريم بأوصاف هؤلاء قال لهم : والله ما كذبت ولا كذبت، هم الذين أخبرني رسول الله بهم.
وكانت الغزوة الشهيرة التي تسمى (النهروان) والتي قضى فيها سيدنا علي على الخوارج وقتل منهم ألوف في يوم واحد، ولم ينج منهم إلا بضعة نفر،
هل انتهى فكر الخوارج:
كلا لم ينته فكر الخوارج بل أخبر رسول الله أنهم سيخرجون على فترات، فعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول: يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم "، قال يزيد: لا أعلم إلا قال: " يحقر أحدكم عمله من عملهم، يقتلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، ثم إذا خرجوا فاقتلوهم، فطوبى لمن قتلهم، وطوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه الله عز وجل "