هل تصدق .. حب الشيكولاتة مصدره بكتيريا بالأمعاء
لطالما حاول العلماء الكشف عن أسرار إغراءات الشوكولاتة وتفضيلها على سائر الحلويات وعدم القدرة على مقاومتها فأخضعوها للكثير من التحليلات والأبحاث لتحديد المكونات التى تلعب دورا رئيسيا فى منحها تلك القدرة على تحسين المزاج وزيادة طاقة الجسم ..
وفى خضم هذه الأبحاث كشفت دراسة أمريكية عن حقيقة مذهلة وغير مسبوقة تؤكد أن السبب الحقيقي خلف الرغبة الشديدة التي تنتاب البعض تجاه الشوكولاته، يكمن في وجود أنواع محددة من بكتيريا الأمعاء تدفع حامليها إلى طلب منتجات الكاكاو بشغف.
وقالت الدارسة إن النتائج التي أظهرتها الاختبارات قد تقود إلى وجود “دوافع بكتيرية” أخرى خلف الشغف بأنواع أخرى من الأطعمة مما قد يشكل مدخلاً لمعالجة مرض السمنة وذلك عبر تعديل التركيبة البكتيرية في المعدة.
ووفقا لما ذكره موقع الـ CNN ، جاء في البحث الذي نشرته إحدى المجلات المخصصة للدراسات الجينية أن أمعاء البشر مشغولة بمليارات المستعمرات البكتيرية المجهرية، التي قد يكون لها تأثير على صعيد تحديد نوعية المأكولات التي نرغب بتناولها.
وكشف الدكتور سونيل كوشار أستاذ أبحاث الأيض في مركز أبحاث شركة “نستلة” للمواد الغذائية، أن نتائج العمل تأخرت لمدة عام كامل بسبب صعوبة العثور على 11 رجلاً لا يحبون تناول الشوكولاته.
وقد أظهرت الفحوصات التي استمرت خمسة أيام، أن أجساد الأشخاص الذين لا يحبون تناول الشوكولاته سجلت وجود معدلات منخفضة من حمض “جلايسين” الأميني مقارنة بسواهم من محبي مشتقات الكاكا ، كما سجلت معدلات مرتفعة من الكوليسترول غير الصحي LDL، والتورين، وهي مادة كيماوية تمنح الجسم الطاقة، مقارنة بنظرائهم من محبي الشوكولاته.
وقال كوشار إن هذه النتائج غالباً ما تظهر بتأثير طبيعة البكتيريا الموجودة في الأمعاء، غير أن ذلك لم يحسم الجدل القائم حالياً حيال ما إذا كانت هذه البكتيريا تتكون مع الإنسان، أم أن نظامه الغذائي هو الذي يساعد على تشكيلها لاحقا.
والحديث عن الشيكولاته لا ينتهي ، خاصة أن البعض يلجأ في حالات الغضب إلى تناولها بكميات كبيرة ، وهذا ما أعلنه فريق من العلماء من خلال عدة أبحاث عرضت في مؤتمر اتحاد علم النفس البريطاني الأخير ، حيث ذكروا أن التدخين , والإكثار من تناول الأطعمة الدسمة والشيكولاته من أهم الدلائل التي تشير إلي شعور الإنسان بالذنب والرغبة في الانتقام من نفسه وهو ما يرتبط غالباً بوجود صورة سلبية لدي المرء عن ذاته .
وفي المقابل، أفادت دراسة أخري إلي أن تعمد الالتزام بالعادات الصحية السليمة هو دليل قوي علي تقدير الإنسان لنفسه.
كما أشارت الدراسة إلي أن معظم الأصحاء يكونون غالباً معتزين بأنفسهم , كما أن مقاومتهم للأمراض تكون أقوي من الغاضبين الذين يسارعون بالهروب إلي الشيكولاته أو التدخين كلما تملكهم الغضب أو التوتر.
وقد طلب فريق من علماء جامعة هول الأمريكية من بعض الطلاب المتطوعين كتابة قائمة بأكثر الأنشطة جاذبية لهم ، وعند تحليل القائمة اكتشف العلماء أن تناول الشيكولاته قد احتل مركز متقدم في قائمة الطلاب الغاضبين أو المحبطين ، كما وجد العلماء أن هؤلاء الطلاب يعانون من تراجع في أداء جهاز المناعة.
ويشير علماء بريطانيا إلي أن الشيكولاته تكون أحياناً وسيلة للانتقام من الذات أو التعبير عن الغضب بمعني أن الإنسان لا يأكلها لمكافأة نفسه بل لعقابها دون أن يشعر.
فوائد لا يمكن إنكارها …
أفادت دراسة ألمانية حديثة بأن تناول الشيكولاتة بانتظام يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم دون زيادة في الوزن أو آثار جانبية سلبية أخرى .
وقد أكد الباحثون أن الشيكولاتة السوداء مفيدة صحياً ، وذلك لاحتوائها على مادة البوليفينول ، مشيرين في دراستهم التي نشرت بدورية الجمعية الطبية الأمريكية إلى أن تناول قطعة صغيرة من الشيكولاتة السوداء تعادل 6.8 جرامات وتتضمن 30 سعراً حرارياً .
وكان باحثون أمريكيون بمعهد Salk Institute بولاية كاليفورنيا قد أكدوا أن تناول الشيكولاتة يزيد من تدفق الدم في الأوعية الدموية المغذية للدماغ خاصة إذا ما ترافق ذلك مع التمرينات الرياضية.
وأرجع العلماء ذلك إلى احتواء الشيكولاتة على مادة ايبيكاتيشين الكيميائية التي تساعد على تدفق الدم والتي تتواجد بكمية كبيرة في الشاي وعصير العنب الأحمر.
وقام فريق من العلماء يقوده الدكتور هنريت براجو بمقارنة ذاكرة مجموعتين من الفئران اطعمت احد المجموعتين على اغذية تحتوي على مركبات ايبيكاتيشين لمدة 30 يوما .
ولاحظ العلماء اثر اختبارات أجروها على المجموعتين تحسن ذاكرة المجموعة الأولى إلى جانب النمو الواضح في الأوعية الدموية المغذية للدماغ ، مؤكدين أنهم سيجرون المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان لهذه المركبات الأثر ذاته على الإنسان.
كما توصل العلماء فى جامعة كامبردج البريطانية من خلال إجراء عدد من المسوحات الدماغية إلى أن طعم الشوكولاته الرائع هو ما يفسّر سبب ارتباطها بتحسن مزاج الإنسان ومعنوياته.
فقد اكتشف هؤلاء أن التهام لوح من الشوكولاته يثير أحاسيس إيجابية تمنح سرورا ونشوة أفضل من الاستماع للموسيقى أو ربح مبلغ من المال أو حتى الوقوع فى الحب.
وأوضح علماء الأعصاب فى كامبردج أن لهذا الأمر علاقة بالطعم نفسه أكثر مما يرتبط بالمواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج والنفسية فلوح من الشوكولاته مثلا لا يحتوى على كميات من المواد المحسنة للمزاج تكفى لإحداث الاختلاف كما أن البعض منها قد يتواجد بتراكيز عالية فى قطعة من جبنة الشيدار أو النقانق مثلا إلا أن هذه الأطعمة لم ترتق إلى درجة الشوكولاته فى آثارها.
وتقترح التحليلات العلمية أن الآثار المثيرة للمزاج التى تمتاز بها الشوكولاته ليست دوائية بمعنى أن مكوناتها لا تؤثر على الدماغ من خلال عمل بيولوجى مباشر ولكن التفسير البديل لهذا الأمر, يتمثل فى أن تأثير تناول الشوكولاته غالبا ما يكون نفسيا فالمزيج الفريد من الطعم والرائحة والملمس يجعلها مغرية ومثيرة للسرور والنشوة ومحفزة للمراكز الدماغية المسؤولة عن المشاعر الإيجابية، أى أن الطعم الرائع هو الذى يحسن مزاج الإنسان ويشعره بالسعادة.